الثلاثاء، 31 يناير 2017

ابن عبد الحميد الجرجاني

    أبو العباس أحمد بن أبي نصر الخصيب بن عبد الحميد بن الضحاك الجرجاني الأصل؛ كل وزير المستنصر بالله، ونفاه المستعين إلى جزيرة أقريطش بجريرة صدرت منه سنة 48 وكان ينسب إلى الطيش والتهور، وله في ذلك أخبار؛ وكان قد ركب يوماً فوقف له متظلم وشكا حاله فأخرج رجله من الركاب وزج المتكلم في فؤاده فقتله، فتحدث الناس بذلك فقال بعض الشعراء في ذلك الزمان هذين البيتين:
    قل للخليفة يابن عم محمد ... أشكل وزيرك إنه ركال
    أشكله عن ركل الرجال وإن ترد ... مالاً فعند وزيرك الأموال 
    يقال: ركله إذا رفسه، وأبوه الخصيب ممدوح أبي نواس الحكي، كان سبب توليته أن الرشيد قرأ يوماً في المصحف فانتهى إلى قوله تعالى: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي، الآية فقال: لعنه الله ما كان أرقعه، ادعى الربوبية بملك مصر، والله لأولينها أخس خدمي، فولاها الخصيب وكان على وضوئه. ولأبي نواس فيه قصيدتاه الرائيتان وكان قد قصده بهما إلى مصر وهو أميرها، وما أحسن قوله في إحداهما:
    تقول التي من بيتها خف مركبي ... عزيز علينا أن نراك تسير
    أما دون مصر للغنى متطلب ... بلى إن أسباب الغنى لكثير
    فقلت لها واستعجلتها بوادر ... جرت فجرى من جريهن عبير
    دعيني أكثر حاسديك برحلةٍ ... إلى بلدٍ فيه الخصيب أمير وهي طويلة وأجازه عليها جائزة سنية.
    وكانت وفاة أحمد المذكور سنة 265 وكان نفيه إلى أقريطش في سنة248. وأقريطش جزيرة ببلاد المغرب (2) خرج منها جماعة من العلماء وأخذها الفرنج سنة350.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق