الثلاثاء، 17 يناير 2017

ابن خفاجة الأندلسي

    أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الأندلسي الشاعر؛ ذكره ابن بسام في الذخيرة وأثنى عليه، وقال: كان مقيماً بشرق الأندلس ولم يتعرض لاستماحة ملوك طوائفها مع تهافتهم على أهل الأدب، وله ديوان شعر أحسن فيه كل الإحسان، ومن شعره في عشية أنس، وقد أبدع فيه  :
    وعشي أنس أضجعتني نشوة ... فيه تمهد مضجعي وتدمث
    خلعت علي به الأراكة ظلها ... والغصن يصغي والحمام يحدث
    والشمس تجنح للغروب مريضة ... والرعد يرقي والغمامة تنفث
     وله أيضاً، وهو معنى حسن:
    ما للعذار كأن وجهك قبلة ... قد خط فيه من الدجى محرابا
    وأرى الشباب وكان ليس بخاشع ... قد خر فيه راكعاً وأنابا
    ولقد علمت بكون ثغرك بارقاً ... أن سوف يزجي للعذار سحابا (8) وله أيضاً:
    أقوى محل من شبابك آهل ... فوقفت أندب منه رسماً عافيا
    مثل العذار هناك نؤياً داثراً ... واسودت الخيلان فيه أثافيا
    وقد أخذ بعض المتأخرين - وهو العماد أبو علي بن عبد النور اللزني نزيل

    الموصل، وهو المذكور في ترجمة الشيخ كمال الدين موسى بن يونس - هذا المعنى فقال:
    ومعقرب الصدغين خلت عذاره ... نؤياً أثافي رسمه الخيلان
    فوقفت أبكيه بعيني عروة ... أسفاً عليه كأنه غيلان ولد أبو إسحاق المذكور بجزيرة شقر من أعمال بلنسية من بلاد الأندلس في سنة خمسين وأربعمائة، وتوفي بها سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، لأربع بقين من شوال يوم الأحد.
    وشقر - بضم الشين المثلثة وسكون القاف والراء المهملة - وهي بليدة بين شاطبة وبلنسبة، وإنما قيل لها جزيرة لأن الماء محيط بها.
    وبلنسية - بفتح الباء الموحدة وفتح اللام وسكون النون وكسر السين المهملة وفتح الياء المثناة من تحتها.
    والأندلس - بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الدال المهملة وضم اللام والسين المهملة - وهي جزيرة متصلة بالبر الطويل، والبر الطويل متصل بالقسطنطينية العظمى، وإنما قيل للأندلس جزيرة لأن البحر محيط بها من جهاتها إلاالجهة الشمالية، وهي مثلثة الشكل، فالركن الشرقي منها متصل بجبل يسلك منه إلى فرنجة، ولولاه لاختلط البحران. وحكي أن أول من عمرها بعد الطوفان أندلس بن يافث بن نوح عليه السلام، فسميت باسمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق