الأحد، 9 أبريل 2017

علي بن هارون المنجم

    أبو الحسن علي بن أبي عبد الله هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم الشاعر المشهور؛ ذو نسب عريق في ظرفاء الأدباء وندماء الخلفاء والوزراء، وله مع الصاحب ابن عباد مجالس، وفي تشريفه يقول الصاحب:
    لبني المنجم فطنةٌ لهبيه  ... ومحاسن عجميةٌ عربيه
    وما زلت أمدحهم وأنشر فضلهم ... حتى عرفت بشدة العصبيه
    ولأبي الحسن المذكور أشعار نادرة، ومما يتغنى به من شعره قوله:
    [بيني وبينك في الهوى أسباب ... وإلى المحبة ترجع الأنساب]
    بيني وبين الدهر فيك عتاب ... سيطول إن لم يمحه الإعتاب
    يا غائباً بوصاله وكتابه ... هل يرتجى من غيبتيك إياب
    لولا التعلل بالرجا لتقطعت ... نفسٌ عليك شعارها الأوصاب
    لا يأس  من روح الإله فربما ... يصل القطوع وتحضر الغياب
    وكتب إلى ابن الخوارزمي وقد وثئت رجله من عثرة لحقته:
    كيف نال العثار من لم يزل من ... هـ مقيلاً في كل خطب جسيم
    أو ترقى الردى إلى قدم لم ... تخط إلا إلى مقام كريم
     وأشعاره ونوادره كثيرة.
    وله من التصانيف كتاب " شهر رمضان " عمله للإمام الراضي، وكتاب " النيروز والمهرجان " وكتاب " الرد على الخليل " في العروض، وكتاب ابتدأ فيه بنسب أهله، عمله للوزير المهلبي ولم يتمه، وكتاب رسالة في الفرق بين إبراهيم بن المهدي وإسحاق الموصلي في الغناء وكتاب " اللفظ المحيط بنقض ما لفظ به اللقيط " وهو يعارض كتاب أبي الفرج الأصبهاني الذي سماه " الفرق والعيار بين الأوغاد والأحرار ". وهو ولد صاحب كتاب " البارع في اختيار شعر المحدثين " - وسيأتي ذكره في حرف الهاء إن شاء الله تعالى - وحفيد أبي الحسن المذكور قبله.
    وكانت ولادته لتسع خلون من صفر سنة ست، وقيل سنة سبع وسبعين ومائتين. وتوفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة، رحمه الله تعالى، وكان يخضب إلى أن توفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق