أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمويه، واسمه عبد الله، البكري الملقب شهاب الدين السهروردي - وقد تقدم تتمة نسبه إلى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، في ترجمة عمه الشيخ أبي النجيب عبد القاهر، فأغنى عن إعادته؛ كان فقيهاً شافعي المذهب شيخاً صالحاً ورعاً كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة وتخرج عليه خلق كثير من الصوفية في المجاهدة والخلوة، ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله، وصحب عمه أبا النجيب وعنه أخذ التصوف والوعظ، والشيخ أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي وغيرهما، وانحدر إلى البصرة إلى الشيخ أبي محمد ابن عبد، ورأى غيرهم من الشيوخ، وحصل طرفاً صالحاً من الفقه والخلاف، وقرأ الأدب (2) ، وعقد مجلس الوعظ سنين. وكان شيخ الشيوخ ببغداد، وكان له مجلس وعظ، وعلى وعظه قبول كثير وله نفس مبارك؛ حكى لي من حضر مجلسه أنه أنشد يوماً على الكرسي:
لا تسقني وحدي فما عودتني ... أني أشح بها على جلاسي
أنت الكريم ولا يليق تكرماً ... أن يعبر الندماء دور (3) الكاس فتواجد الناس لذلك، وقطعت شعور كثيرة وتاب جمع كبير.
وله تواليف حسنة منها كتاب " عوارف المعارف " وهو أشهرها، وله شعر فمنه
لا تسقني وحدي فما عودتني ... أني أشح بها على جلاسي
أنت الكريم ولا يليق تكرماً ... أن يعبر الندماء دور (3) الكاس فتواجد الناس لذلك، وقطعت شعور كثيرة وتاب جمع كبير.
وله تواليف حسنة منها كتاب " عوارف المعارف " وهو أشهرها، وله شعر فمنه
تصرمت وحشة الليالي ... وأقبلت دولة الوصال
وصار بالوصل لي حسوداً ... من كان في هجركم رثى لي
وحقكم بعد إن حصلتم ... بكل ما فات لا أبالي
أحييتموني وكنت ميتاً ... وبعتموني بغير غالي
تقاصرت عنكم قلوبٌ ... فيا له مورداً حلا لي
علي ما للورى حرام ... وحبكم في الحشا حلا لي
تشربت أعظمي هواكم ... فما لغير الهوى وما لي
فما على عادمٍ أجاجاً ... وعنده أعين الزلال
وصار بالوصل لي حسوداً ... من كان في هجركم رثى لي
وحقكم بعد إن حصلتم ... بكل ما فات لا أبالي
أحييتموني وكنت ميتاً ... وبعتموني بغير غالي
تقاصرت عنكم قلوبٌ ... فيا له مورداً حلا لي
علي ما للورى حرام ... وحبكم في الحشا حلا لي
تشربت أعظمي هواكم ... فما لغير الهوى وما لي
فما على عادمٍ أجاجاً ... وعنده أعين الزلال
ورأيت جماعة ممن حضروا مجلسه وقعدوا في خلوته وتسليكه، كجاري عادة الصوفية، فكانوا يحكون غرائب مما يطرأ عليهم فيها وما يجدونه من الأحوال الخارقة، وكان قد وصل رسولاً إلى إربل من جهة الديوان العزيز، وعقد بها مجلس وعظ، ولم تتفق لي رؤيته لصغر السن.
وكان كثير الحج، وربما جاور في بعض حججه، وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم؛ سمعت أن بعضهم كتب إليه " يا سيدي إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العجب، فأيهما أولى " فكتب جوابه: " اعمل واستغفر الله تعالى من العجب ". وله من هذا شيء كثير، وذكر في كتابه " عوارف المعارف " أبياتاً لطيفة منها:
أشم منك نسيماً لست أعرفه ... أظن لمياء جرت فيك أذيالا وذكر فيه أيضاً:
إن تأملتكم فكلي عيونٌ ... أو تذكرتكم فكلي قلوب وذكر أشياء غير هذا لا حاجة إلى التطويل بذكرها.
وكان كثير الحج، وربما جاور في بعض حججه، وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم؛ سمعت أن بعضهم كتب إليه " يا سيدي إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العجب، فأيهما أولى " فكتب جوابه: " اعمل واستغفر الله تعالى من العجب ". وله من هذا شيء كثير، وذكر في كتابه " عوارف المعارف " أبياتاً لطيفة منها:
أشم منك نسيماً لست أعرفه ... أظن لمياء جرت فيك أذيالا وذكر فيه أيضاً:
إن تأملتكم فكلي عيونٌ ... أو تذكرتكم فكلي قلوب وذكر أشياء غير هذا لا حاجة إلى التطويل بذكرها.
وكان قد صحب عمه الشيخ أبا النجيب المذكور زماناً، وعليه تخرج. ومولده بسهرورد في أواخر رجب، أو أوائل شعبان، والشك منه، في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في مستهل المحرم سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ببغداد، رحمه الله تعالى، ودفن من الغد بالوردية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق