الخميس، 6 أبريل 2017

ابن القطاع

    أبو القاسم علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن محمد ابن زيادة الله بن محمد بن الأغلب السعدي بن إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال ابن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث  بن سعد بن حرام  بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بم مضر ابن نزار بن معد بن عدنان، المعروف بابن القطاع السعدي، الصقلي المولد المصري الدار والوفاة، اللغوي؛ هكذا وجدت هذا النسب بخطي في مسوداتي، وما أعلم من أين نقلته. والمنقول من خطه أنه علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين الشنتريني  السعدي، أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم، والله أعلم.
    كان أحد أئمة الأدب خصوصاً اللغة، وله تصانيف نافعة، منها كتاب " الأفعال " أحسن فيه كل الإحسان، وهو أجود من " الأفعال " لابن القوطية وإن كان ذلك قد سبقه إليه، وله كتاب " أبنية الأسماء " جمع فيه فأوعب، وفيه دلالة على كثرة اطلاعه، وله عروض حسن جيد، وكتاب " الدرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة "  وكتاب " لمح الملح "  جمع فيه خلقاً من شعراء الأندلس.
    وكانت ولادته في العاشر من صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة بصقلية، وقرأ الأدب على فضلائها كابن البر اللغوي  وأمثاله، وأجاد في النحو غاية الإجادة، ورحل عن صقلية لما أشرف على تملكها الفرنج ، ووصل إلى مصر في حدود سنة خمسمائة، وبالغ أهل مصر في إكرامه، وكان ينسب إلى التساهل في الرواية، ونظم الشعر في سنة ست وأربعين، ومن شعره في ألثغ:
    وشادنٍ في لسانه عقدٌ ... حلت عقودي وأوهنت جلدي
    عابوه جهلاً بها فقلت لهم ... أما سمعتم بالنفث في العقد وله من جملة قصيدة:
    فلا تنفدن العمر في طلب الصبا ... ولا تشقين يوماً بسعدى ولا نعم
    ولا تندبن أطلال مية باللوى ولا تسفحن ماء الشؤون على رسم
    فإن قصارى المرء إدراك حاجةٍ وتبقى مذمات الأحاديث والإثم
    ومن شعره في غلام اسمه حمزة:
    يا من رمى النار في فؤادي ... وأنبط العين بالبكاء
    اسمك تصحيفه بقلبي  ... وفي ثناياك برء دائي
    اردد سلامي فإن نفسي ... لم يبق منها سوى الذماء
    وارفق بصبٍ أتى ذليلاً ... قد مزج اليأس بالرجاء
    أنهكه في الهوى التجني ... فصار في رقة الهواء وله شعر كثير.
    [وكانت ولادته في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، هكذا ذكره في كتابه " الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة " عند ذكر ترجمة نفسه، رحمه الله تعالى، في أواخر الكتاب المذكور، ورأيته بخطه] .
    وتوفي بمصر في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
    وقد تقدم الكلام على السعدي والصقلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق