الأحد، 2 أبريل 2017

شيذلة

    أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك بن منصور الجيلي، المعروف بشيذلة، الفقيه الشافعي الواعظ؛ كان فقيهاً فاضلاً واعظاً ماهراً فصيح اللسان حلو العبارة كثير المحفوظات، صنف في الفقه وأصول الدين والوعظ، وجمع كثيراً من أشعار العرب، وتولى القضاء بمدينة بغداد بباب الأزج، وكانت في أخلاقه حدة، وسمع الحديث الكثير من جماعة كثيرة، وكان يتظاهر بمذهب الأشعري. ومن كلامه: إنما قيل لموسى، عليه السلام، لن تراني لأنه لما قيل له انظر إلى الجبل نظر إليه، فقيل له: يا طالب النظر إلينا لم تنظر إلى سوانا
    يا مدعي بمقاله ... صدق المحبة والإخاء
    لو كنت تصدق في المقا ... ل لما نظرت إلى سوائي
    فسلكت سبل محبتي ... واخترت غيري في الصفاء
    هيهات أن يحوي الفؤا ... د محبتين على استواء 
    وقال: أنشدني والدي عند خروجه من بغداد للحج:
    مددت إلى التوديع كفاً ضعيفةً ... وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي
    فلا كان هذا العهد آخر عهدنا ... ولا كان ذا التوديع آخر زادي
    وتوفي يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة ببغداد، ودفن بباب أبرز محاذياً للشيخ أبي إسحاق الشيرازي، رحمهما الله تعالى.
    وعزيزي: بفتح العين المهملة وزايين بينهما ياء مثناة من تحتها وهي ساكنة، وبعد الزاي الثانية ياء ثانية.
    وشيذلة: بفتح الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الذال المعجمة والام وبعدها هاء ساكنة، وهو لقب عليه، ولا أعرف معناه من كثرة كشفي عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق