الأربعاء، 15 مارس 2017

أبو الطيب الصعلوكي

    أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الصعلوكي النيسابوري الفقيه الشافعي - وسيأتي ذكر أبيه ورفع نسبه في حرف الميم إن شاء الله تعالى -؛ كان أبو الطيب المذكور مفتي نيسابور وابن مفتيها، أخذ الفقه عن أبيه أبي سهل الصعلوكي، وكان في وقته يقال له " الإمام " وهو متفق عليه، عديم النظير  في علمه وديانته، وسمع أباه ومحمد بن يعقوب الأصم وابن مطر  وأقرانهم. وكان فقيهاً أديباً متكلماً، خرجت له الفوائد من سماعاته، وقيل إنه وضع له في المجلس أكثر من خمسمائة محبرة وجمع رياسة الدنيا والآخرة وأخذ عنه فقهاء نيسابور.
    وتوفي في المحرم سنة سبع وثمانين وثلثمائة، رحمه الله تعالى. وقال أبو يعلى الخليلي في كتاب " الإرشاد ": إنه توفي أول سنة اثنتين وأربعمائة  ، والله أعلم بالصواب.
    والصعلوكي: بضم الصاد المهملة وسكون العين المهملة وضم اللام وسكون الواو وفي آخرها كاف، هذه النسبة إلى صعلوك، هكذا ذكره السمعاني وما عليه.
    قال عبد الواحد اللخمي: أصاب سهلاً الصعلوكي رمد فكان الناس يدخلون عليه وينشدونه من النظم ويروون له من الآثار ما جرت به العادة، فدخل عليه الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي وقال: أيها الإمام، لو أن عينيك رأتاو جهك ما رمدت، فقال له الشيخ سهل: ما سمعت بأحسن من هذا الكلام، وسر به .
    ولما مات أبوه محمد بن سليمان - في التاريخ الآتي ذكره في ترجمته - كتب أبو النضر ابن عبد الجبار إلى أبي الطيب المذكور يعزيه عن والده:
    من مبلغ شيخ أهل العلم قاطبة ... عني رسالة محزون وأواه
    أولى البرايا بحسن الصبر ممتحناً ... من كان فتياه توقيعاً عن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق