السبت، 25 مارس 2017

ابن يونس صاحب تاريخ مصر

    أبو سعيد عبد الرحمن بن أبي الحسن أحمد بن أبي موسى يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان الصدفي المحدث المؤرخ المصري؛ كان خبيراً بأحوال الناس، ومطلعاً على تواريخهم عارفاً بما يقوله، جمع لمصر تاريخين: أحدهما وهو الأكبر يختص بالمصريين، والآخر وهو صغير يشتمل على ذكر الغرباء الواردين على مصر، وما أقصر فيهما، وقد ذيلهما أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي وبنى عليهما.
    وهذا أبو سعيد المذكور هو حفيد يونس بن عبد الأعلى صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه، والناقل لأقواله الجديدة - وسيأتي ذكره في حرف الياء إن شاء الله تعالى - وقال أبو الحسن علي بن عبد الرحمن المذكور: كانت ولادة أبي في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
    وكانت وفاته يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لست وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلثمائة، رحمه الله تعالى، وصلى عليه أبو القاسم ابن الحجاج، ورثاه أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الخولاني الخشّاب المصري  النحوي العروضي بقوله:
    بثثت علمك تشريقاً وتغريباً  ... وعدت بعد لذيذ العيش مندوبا
    أبا سعيد وما نألوك أن نشرت ... عنك الدواوين تصديقاً وتصويبا
    ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه ... حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا
    أرّخت موتك في ذكري وفي صحفي ... لمن يؤرخني  إذ كنت محسوبا
    نشرت عن مصر من سكانها علماً ... مبجّلاً بجمال القوم منصوبا
    كشفت عن فخرهم للناس وما سجعت ... ورق الحمام على الأغصان تطريبا
    أعربت عن عرب نقّبت عن نجبٍ ... سارت مناقبهم في الناس تنقيبا
    أنشرت ميتهم حيّاً بنسبته ... حتى كأن لم يمت إذ كان منسوبا
    إن المكارم للإحسان موجبة ... وفيك قد ركّبت يا عبد تركيبا
    حجبت عنا وما الدنيا بمظهرة ... شخصاً وإن جلّ إلا عاد محجوبا
    كذلك الموت لا يبقي على أحدٍ ... مدى الليالي من الأحباب محبوبا - وسيأتي ذكر ولده أبي الحسن علي بن المنجم صاحب الزيج إن شاء الله تعالى -.
    والصدفي: بفتح الصاد والدال المهملتين وبعدهما فاء، هذه النسبة إلى الصدف بن سهل، وهي قبيلة كبيرة من حمير نزلت مصر. والصدف بكسر الدال، وإنما تفتح في النسب كما قالوا في النسب إلى نمرة نمري، وهي قاعدة مطردة، وفيه لغة أخرى أنه الصدف - بفتح الدال.
     وتوفي أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل صاحب الأبيات المذكورة في صفر سنة ست وستين وثلثمائة، رحمه الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق