الأربعاء، 29 مارس 2017

ابن بابك

    أبو القاسم عبد الصمد بن منصور بن الحسن بابك الشاعر المشهور؛ أحد الشعراء المجيدين المكثرين، رأيت ديوانه في ثلاث مجلدات، وله أسلوب رائق في نظم الشعر، وجاب البلاد، ولقي الرؤساء، ومدحهم، وأجزلوا جائزته [ولما قدم على الصاحب بن عباد قال له: أنت بابك الشاعر فقال: أنا ابن بابك، فاستحسن قوله وأجازه وأجزل صلته .
    ومن شعره قوله:
    وأغيد معسول الشمائل زارني ... على فرقٍ والنجم حيران طالع
    فلما جلا صبغ الدجى قلت حاجبٌ ... من الصبح أو قرنٌ من الشمس لامع
    إلى أن دنا والسحر رائد طرفه ... كما ريع ظبيٌ بالصريمة راتع
    فنازعته الصهباء والليل دامسٌ  ... رقيق حواشي البرد والنسر واقع
    عقار عليها من دم الصب نفضةٌ ... ومن عبرات المستهان فواقع
    تدير إذا شجت عيوناً كأنها ... عيون العذارى شق عنها البراقع
    معودة غضب العقول كأنما ... لها عند ألباب الرجال ودائع
    فبتنا وظل الوصل دانٍ  وسرنا ... مصون ومكتوم الصبابة ذائع
    إلى أن سلا عن ورده فارط القطا ... ولاذت بأطراف الغصون السواجع
    فولى أسير السكر يكبو لسانه ... فتنطق عنه بالوداع الأصابع
    وله :
    يا صاحبي امزجا كأس المدام لنا ... كيما يضيء لنا من نورها الغسق
    خمراً إذا ما نديمي هم يشربها ... أخشى عليه من اللألاء يحترق
    لو رام يحلف أن الشمس ما غربت ... في فيه كذبه في وجهه الشفق وله من قصيد بيتٌ من في غاية الرقة وهو:
    ومر بي النسيم فرق حتى ... كأني قد شكوت إليه ما بي
    وكانت وفاته في سنة عشر وأربعمائة ببغداد، رحمه الله تعالى.
    وبابك: بفتح الباءين الموحدتين بينهما ألف وفي الأخير كاف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق