أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي؛ كان من أعلم قريش بفنون العلم، وله كلام في صناعة الكيمياء والطب، وكان بصيراً بهذين العلمين متقناً لهما، وله رسائل دالة على معرفته وبراعته، وأخذ الصناعة عن رجل من الرهبان يقال له مريانس الراهب الرومي، وله فيها ثلاث رسائل تضمنت إحداهن ما جرى له مع مريانس الراهب المذكور، وصورة تعلمه منه، والرموز التي أشار إليها، وله فيها أشعار كثيرة مطولات ومقاطيع دالة على حسن تصرفه وسعة علمه. وله شعر جيد فمنه:
تجول خلاخيل النساء، ولا أرى ... لرملة خلخالاً يجول ولا قلبا
[فلا تكثروا فيها الملام فإنني ... تخيرتها منهم زبيرية قلبا]
تجول خلاخيل النساء، ولا أرى ... لرملة خلخالاً يجول ولا قلبا
[فلا تكثروا فيها الملام فإنني ... تخيرتها منهم زبيرية قلبا]
أحب بني العوام من أجل حبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
وهي طويلة، ولها قصة مع عبد الملك بن مروان أضربنا عن ذكرها لشهرتها.
وكان له أخر يسمى عبد الله، فجاءه يوماً وقال: إن الوليد بن عبد الملك يعبث بي ويحتقرني، فدخل خالد على عبد الملك والوليد عنده، فقال: يا أمير المؤمنين، الوليد ابن أمير المؤمنين قد احتقر ابن عمه عبد الله واستصغره، وعبد الملك مطرق فرفع رأسه وقال: " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون " النمل. فقال خالد:: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً " الاسراء: " قال: عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني والله لقد دخل علي فما أقام لسانه لحناً، فقال خالد: أفعلى الوليد تعول فقال عبد الملك: إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان، فقال خالد: وإن كان عبد الله يلحن فإن أخاه خالد، فقال له الوليد: اسكت يا خالد، فو الله ما تعد في العير ولا في النفير، فقال خالد: اسمع يا أمير المؤمنين، ثم أقبل على الوليد فقال: ويحك! ومن العير والنفير غيري جدي أبو سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير، ولكن لو قلت: غنيمات وحبيلات والطائف ورحم الله عثمان، لقلنا صدقت.
وهذا الموضع يحتاج إلى تفسير، فقوله " العير " فهي عير قريش التي أقبل بها أبو سفيان من الشام، فخرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ليغنموها، فبلغ الخبر أهل مكة فخرجوا ليدفعوا عن العير، وكان مقدم القوم عتبة بن ربيعة، فلما وصلوا إلى المسلمين كانت وقعة بدر، وكل واحد من أبي سفيان وعتبة جد خالد المذكور، أما أبو سفيان فمن جهة أبيه، وأما عتبة فلأن ابنته هند أم معاوية جد خالد.
وهذا الموضع يحتاج إلى تفسير، فقوله " العير " فهي عير قريش التي أقبل بها أبو سفيان من الشام، فخرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ليغنموها، فبلغ الخبر أهل مكة فخرجوا ليدفعوا عن العير، وكان مقدم القوم عتبة بن ربيعة، فلما وصلوا إلى المسلمين كانت وقعة بدر، وكل واحد من أبي سفيان وعتبة جد خالد المذكور، أما أبو سفيان فمن جهة أبيه، وأما عتبة فلأن ابنته هند أم معاوية جد خالد.
وقوله " غنيمات وحبيلات - إلى آخر كلامه " فإنه أشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نفى الحكم بن أبي العاص وكان جد عبد الملك المذكور إلى الطائف كان يرعى الغنم ويأوي إلى حبيلة وهي الكرمة، ولم يزل كذلك حتى ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة فرده، وكان الحكم عمه، ويقال: إن عثمان رضي الله عنه كان قد أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم في رده متى أفضى الأمر إليه.
وأخبار خالد كثيرة، وفي هذا القدر منها كفاية. وكانت وفاته سنة خمس وثمانين للهجرة، رحمه الله تعالى.
وأخبار خالد كثيرة، وفي هذا القدر منها كفاية. وكانت وفاته سنة خمس وثمانين للهجرة، رحمه الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق