الجمعة، 3 مارس 2017

دبيس بن صدقة

أبو الأغر  دبيس بن سيف الدولة أبي الحسن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي الناشري الملقب نور الدولة ملك العرب صاحب الحلة المزيدية؛ كان جواداً كريماً عنده معرفة بالأدب والشعر، وتمكن في خلافة الإمام المسترشد واستولى على كثير من بلاد العراق، وهو من بيت كبير - وسيأتي ذكر أبيه وأجداده في حرف الصاد إن شاء الله تعالى -.
ودبيس المذكور هو الذي عناه ابن الحريري صاحب " المقامات " في المقامة التاسعة والثلاثين  بقوله " أو الأسدي دبيس " لأنه كان معاصره - كما نذكره في حرف القاف إن شاء الله تعالى - فرام التقرب إليه بذكره في مقاماته، ولجلالة قدره أيضاً.
وله نظم حسن، ورأيت العماد الكاتب في " الخريدة " وابن المستوفي في " تاريخ إربل " وغيرهما قد نسبوا إليه الأبيات اللامية التي من جملتها:

أسلمه حب سليمانكم ... إلى هوى أيسره القتل ورأيت ابن بسام صاحب كتاب " الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة " قد ذكرها لابن رشيق القيروان - وقد ذكرتها في ترجمته في حرف الحاء - والظاهر أنها لابن رشيق، لأن ابن بسام ذكر في " الذخيرة " أنه ألفها في سنة اثنتين وخمسمائة (1) وفي هذا التاريخ كان دبيس شاباً ويبعد أن يصل شعره في ذلك السن إلى الأندلس وينسب إلى مثل ابن رشيق، مع معرفة ابن بسام بأشعار أهل المغرب.
وذكر ابن المستوفي في تاريخه أن بدران أخا دبيس كتب إلى أخيه المذكور وهو نازح عنه:
ألا قل لمنصور وقل لمسيب ... وقل لدبيس إنني لغريب
هنيئاً لكم ماء الفرات وطيبه ... إذا لم يكن لي في الفرات نصيب 

فكتب إليه دبيس:
ألا قل لبدران الذي حن نازعاً ... إلى أرضه والحر ليس يخيب
تمتع بأيام السرور فإنما ... عذار الأماني بالهموم يشيب
ولله في تلك الحوادث حكمة ... " وللأرض من كأس الكرام نصيب

 وذكر غير ابن المستوفي أن بدران بن صدقة المذكور لقبه تاج الملوك، ولما قتل أبوه تغرب عن بغداد ودخل الشام فأقام بها مدة ثم توجه إلى مصر ومات بها في سنة ثلاثين وخمسمائة؛ وكان يقول الشعر، وذكره العماد الكاتب الأصفهاني في كتاب " الخريدة ".
وكان دبيس في خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي وهم نازلون على باب المراغة من بلاد أذربيجان ومعهم الإمام المسترشد بالله - لسبب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق