الجمعة، 3 مارس 2017

ذو القرنين ابن حمدان

أبو المطاع ذو القرنين ابن أبي المظفر حمدان بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن ابن عبد الله بن حمدان التغلبي الملقب وجيه الدولة - وقد تقدم ذكر جده ناصر الدولة في حرف الحاء، ورفعت هناك في نسبه فأغنى عن إعادته -؛ كان أبو المطاع المذكور شاعراً ظريفاً حسن السبك جميل المقاصد، ومن شعره قوله:
إني لأحسد " لا " في أسطر الصحف ... إذا رأيت اعتناق اللام للألف
وما أظنهما طال اعتناقهما ... إلا لما لقيا من شدة الشغف وله أيضاً:
أفدي الذي زرته بالسيف مشتملاً ... ولحظ عينيه أمضى من مضاربه
فما خلعت نجادي في العناق له ... حتى لبست نجاداً من ذوائبه
فكان أسعدنا في نيل بغيته ... من كان في الحب أشقانا بصاحبه

 وأورد له الثعالبي في " اليتيمة "  الأبيات التي تقدم ذكرها في ترجمة الشريف أبي القاسم أحمد بن طباطبا العلوي التي أولها:
قالت لطيف خيال زارني ومضى ... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد

وذكر في ترجمة أبي المطاع أنها له وفي ترجمة الشريف أنها له، والله أعلم لمن هي منهما.
وله أيضاً:
لما التقينا معاً والليل يسترنا ... من جنحة أظلم في طيها نعم
بتنا أعف مبيت باته بشر ... ولا مراقب إلا الطرف والكرم
فلا مشى من وشى عند العدو بنا ... ولا سعت بالذي يسعى بنا قدم  [وله أيضاً:
لو كنت ساعة بيننا وما بيننا ... فشهدت حين نكرر التوديعا
أيقنت أن من الدموع محدثاً ... وعلمت أن من الحديث دموعا وقوله:
ترى الثياب من الكتان يلمحها ... نور من البدر أحياناً فيبليها
فكيف تنكر أن تبلى معاجرها ... والبدر في كل وقت طالع فيها وللشريف الرضي في المعنى:
كيف لا تبلى غلالته ... وهو بدر وهي كتان  ومن المنسوب إليه  :
تقول لما رأتني ... نضواً كمثل الخلال
هذا اللقاء منام ... وأنت طيف خيال
فقلت كلا ولكن ... أساء بينك حالي
فليس تعرف مني ... حقيقتي من محالي

وله أشعار كثيرة حسنة، ولعبد العزيز بن نباته الشاعر المشهور في أبيه مدائح جمة.
وتوفي أبو المطاع في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وكان قد وصل إلى مصر في أيام الظاهر بن الحاكم العبيدي صاحبها، فقلده ولاية الإسكندرية  وأعمالها في رجب سنة أربع عشرة وأربعمائة، وأقام بها مقدار سنة، ثم رجع إلى دمشق، هكذا قاله المسبحي في تاريخه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق