الاثنين، 1 مايو 2017

الحاكم بن البيع النيسابوري

    أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي الطهاني المعروف بالحاكم  النيسابوري، الحافظ المعروف بابن البيع؛ إمام أهل الحديث في عصره والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها، كان عالما عارفا واسع العلم، تفقه على أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي - وقد تقدم ذكره  - ثم انتقل إلى العراق وقرأ على أبي علي ابن أبي هريرة الفقيه - وقد تقدم ذكره أيضا (5) - ثم طلب الحديث وغلب عليه فاشتهربه، وسمعه من جماعة لايحصون كثرة فإن معجم شيوخه يقرب من ألفي رجل حتى روى عمن عاش بعده لسعة روايته وكثرة شيوخه. وصنف في علومه مايبلغ ألفا وخمسمائة جزء، منها " الصحيحان " و " العلل " و " الأمالي " و " فوائد الشيوخ " و " أمالي العشيات " و " تراجم الشيوخ ". وأما ما تفرد بإخراجه فمعرفة علوم الحديث و " تاريخ علماء نيسابور " و " المدخل إلى علم الصحيح " و " المستدرك على الصحيحين " و " ما تفرد به كل  من الإمامين " و " فضائل الإمام الشافعي " رضي الله عنه. 
    وله إلى الحجاز والعراق رحلتان، وكانت الرحلة الثانية سنة ستين وثلثمائة، وناظر الحفاظ وذاكر الشيوخ وكتب عنهم أيضا، وباحث الدارقطني قرضية، وتقلد القضاء بنيسابور في سنة تسع وخمسين وثلثمائة في أيام الدولة السامانية ووزراء أبي النصر محمد بن عبد الجبار العتيبي، وقلد بعد ذلك قضاء جرجان فامتنع، وكانوا ينفذونه في الرسائل إلى ملوك بني بويه.
    وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلثمائة بنيسابور وتوفي بها يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة خمس وأربعمائة، وقال الخليلي في كتاب الإرشاد: توفي سنة ثلاث وأربعمائة  .
    وسمع الحديث في سنة ثلاثين، وأملى بما وراء النهر سنة خمس وخمسين، وبالعراق سنة سبع وستين، ولازمه الدارقطني، وسمع منه أبو بكر القفال الشاشي، وأنظارهما.
    وحمدويه: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها هاء ساكنة.
    والبيع: بفتح الباء الموحدة وكسر الياء المثناة من تحتها وتشديدها وبعدها عين مهملة.
    وإنما عرف بالحاكم لتقلده القضاء، رحمه الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق