السبت، 6 مايو 2017

المرزباني

    أبو عبيد الله محمدبن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله، الكاتب المرزباني الخراساني الأصل البغدادي المولد، صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغربية؛ كان راوية للأدب صاحب أخبار، وتواليفه كثيرة، وكان ثقة في الحديث ومائلا إلى التشيع في المذهب، حدث عن عبد الله بن محمد البغوي وأبي بكر ابن داود السجستاني في آخرين.
    وهو أول من جمع ديوان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي واعتنى به، وهو صغير الحجم يدخل في مقدار ثلاث كراريس، وقد جمعه من بعده جماعة وزادوا فيه أشياء كثيرة ليست له وكنت حفظت جميع ديوان يزيد لشدة غرامي به، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمدينة دمشق وعرفت صحيحه من المنسوب إليه الذي ليس له، وتتبعته حتى ظفرت بصاحب كل أبيات، ولولا خوف التطويل لبينت ذلك. وشعر يزيد، مع قلته، في نهاية الحسن، ومن أطايب شعره الأبيات العينية التي منها:
    إذا رمت من ليلى على البعد نظرة ... تطفي  جوى بين الحشا والأضالع
    تقول نساء الحي تطمع أن ترى ... محاسن ليلى مت بداء المطامع
    وكيف ترى ليلى بعين ترى بها ... سواها وما طهرتها بالمدامع
    وتلتذ منها بالحديث بالحديث وقد جرى ... حديث سواها في خروق المسامع
    أجلك ياليلى عن العين إنما ... أراك بقلب خاشع لك خاضع 
    ومن لطيف شعره قوله:
    ولي ولها إذا الكاسات دارت ... رقى سحر يفك عرى الهموم
    معاتبة ألذ من الأماني ... وبث جوى أرق من النسيم ومن شعره:
    وداع دعاني والثريا كأنها ... قلائص قد أعنقن خلف فنيق
    وناولني كأسا كأن بنانه ... مخلقة من نورها بخلوق
    إذا ما سما فيها المزاج حسبتها ... نجوم لآل في سماء عقيق
    وقال اغتنم من دهرنا غفلاته ... فعقد نظام الدهر غير وثيق
    وإني من لذات دهري لقانع ... بحلو حديث صديق أو بمر عتيق
    هما ما هما لم يبق شيء سواهما ... حديث صديق أو عتيق رحيق]
     وكانت ولادة المرزباني المذكور  في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين ومائتين، وقيل سنة ست وتسعين. وتوفي يوم الجمعة ثاني شوال سنة أربع وثمانين، وقيل سنة ثمان وسبعين وثلثمائة، والأول أصح، رحمه الله تعالى، وصلى عليه الفقيه أبو بكر الخوارزمي ودفن في داره بشارع عمرو  الرومي ببغداد في الجانب الشرقي.
    وروى عن أبي القاسم البغدادي وأبي بكر ابن دريد وأبي بكر ابن الأنباري، وروى عنه أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم.والمرزباني: بفتح الميم وسكون الراء وضم الزاي وفتح الباء الموحدة وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى بعض أجداده، وكان اسمه المرزبان، وهذا الاسم لايطلق عند العجم إلا على الرجل المقدم العظيم القدر، وتفسيره بالعربية حافظ الحد، قاله ابن الجواليقي في كتابه " المعرب " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق